الصفحة الرئيسية
>
حــديث
[عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت] أما قوله[ من كلام النبوة الأولى] فمعناه أن الحياء لم يزل ممدوحاً مستحسناً مأموراً به لم ينسخ في شرائع الأنبياء الأولين، وقوله [فاصنع ما شئت ]فيه وجهان، أحدهما: أن يكون خرج بلفظ الأمر على معنى الوعيد والتهديد، ولم يرد به الأمر، كقوله [اعملوا ما شئتم] فإنه وعيد لأنه قد بين لهم ما يأتون وما يتركون، وكقول النبي (صلى الله عليه وسلم) [من باع الخمر فليشقص الخنازير] لم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير، بل المراد تهديد شارب الخمر وتخويفه منها، الوجه الثاني: أن معناه: ائت كل ما لم يستحيا منه إذا ظهر فاعله، ونحو هذا قوله (صلى الله عليه وسلم) [الحياء من الإيمان] معناه: أنه لما كان يمنع صاحبه من الفواحش ويحمل على البر والخير، كما يمنع الإيمان صاحبه من ذلك ويحمله على الطاعات صار بمنزلة الإيمان، لمساواته له في ذلك، والله أعلم.
المزيد |